
أكد نجم منتخب الكويت السابق مؤيد الحداد أن المواهب الخليجية في الوقت الراهن أصبحت نادرة، مستدلا على ذلك بعدم تسليط الأضواء قبل انطلاق «خليجي 21» بالبحرين على نجوم اللعبة كما كان الحال في سنوات سابقة، وقال: «لم يعد في ملاعب النجم (السوبر) الذي يجعل الجماهير تلتف حوله، وهذا مثار جدل ولغز كبير في رياضتنا الخليجية في الوقت الراهن، عكس ما كان عليه الحال في سنوات ماضية، حيث كنا نشاهد أسماء لها بريقها في كافة دولنا الخليجية، ونذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر ماجد عبد الله ومحمد الدعيع وفهد الهريفي وصالح النعيمة ويوسف الثنيان، كانوا من العناصر التي كان لها بريقها المدوي في المنطقة من الملاعب السعودية، إضافة إلى عدنان الطلياني وفهد خميس وزهير بخيت وعيال غانم من الإمارات، وجاسم يعقوب وفيصل الدخيل من الكويت ومنصور مفتاح من قطر، ويونس أمان من عمان».
وأضاف الحداد: «نفتقد في ملاعبنا العنصر الممتع وصاحب المهارة في لعبه، ووراء ذلك التراجع الكبير لنجوم الخليج أسباب متنوعة، أبرزها، من وجهة نظري الشخصية، عالم الاحتراف الوهمي الذي نعيشه حاليا والمبالغ الخيالية التي أصبحت تدفع في لاعبين لا يستحقون كل هذه الأموال الطائلة، وهذه المبالغ بدلا من أن تنمي مواهبنا الكروية قامت بقتلها، حيث كنا في السابق نشاهد ما بين 3 إلى 4 نجوم في كل ملعب في دول الخليج، ولكن حاليا هناك ركود يصل إلى حد الحسرة على عدم وجود عنصر ممتع في الملاعب، ولم ننظر إلى عالم الاحتراف بمنظور احتراف كل عناصر اللعبة، بل تم النظر إلى اللاعب فقط ومنحه المزيد من المال، وكأن هذا هو الاحتراف الصحيح، بل كان يجب أن تكون كل عناصر المنظومة متكاملة، من لاعبين وإداريين ومشرفين».
وزاد نجم الكويت السابق حديثه قائلا: «مبدأ الثواب والعقاب مهم جدا في عالم الاحتراف، ولكننا عندما نأتي إلى مبدأ عقاب اللاعب المحترف نجد التردد في القرار، وبالتالي أصبح التركيز على الثواب فقط، وهو أمر منقوص تماما في مجال اللعبة».
وساق مؤيد الحداد مثالا لما يحدث في ملاعبنا الخليجية قائلا: «في (خليجي 20) باليمن، سطع نجم اللاعب الكويتي فهد العنزي، ولكن اللاعب اختفى تماما ولم يقدم ما هو مطلوب منه عندما لعب لفريق اتحاد جدة السعودي، ولم يستطع اللاعب الاستفادة من تألقه السابق ليختفي في ظروف غامضة في الوقت الراهن، وهذا مثال حي للاعب الخليجي والاحتراف الحالي الذي لا يتناسب مع الكلمة نفسها، أو مع ما نشاهده في الملاعب الأوروبية».
ورفض النجم الكويتي فكرة إلغاء بطولة الخليج، وقال: «شاركت في 3 بطولات سابقة لكأس الخليج التي أعتبرها المنبع الأساسي لتألق ومولد النجوم، وأنا من الرافضين تماما لفكرة إلغاء هذه البطولة، ليس لكونها ذات تاريخ عريق فقط، بل لأنها تسهم في تطوير اللاعب الخليجي نفسه، ولكن على لاعبينا وإداراتنا الكروية أن تتعامل بشيء من الاحترافية الأكثر إذا كانت ترغب بالفعل في تطوير عملها، حيث كانت بطولات الخليج في السابق مصدر فرحة لنا جميعا ونتقاتل في الملعب من أجل الوجود ضمن صفوف المنتخب، فالبطولة التي احتضنتها أبوظبي عام 1982 كانت مهمة جدا لي وشاركنا في ذلك الوقت في الصف الثاني، وواجهنا نحن اللاعبين الصغار بالكرة الكويتية مع نجوم الخليج منهم النفيسة وفهد المصيبيح، ودائما ما تكون المباراة الأولى في بطولات الخليج نقطة الانطلاق للنظام المختلف عن النظام الحالي في احتساب النقاط».
وأضاف في حديثه عن النسخ السابقة: «بطولة 1986 كانت الأهم في مشواري، حيث كانت هناك تعديلات في اتحاد الكرة، ووقتها وقعت أحداث كروية مختلفة قبل المشاركة من وجود مدرب إنجليزي جديد وهو مالكوم بجانب بعض التغييرات، وقبل كأس الخليج بـ10 أيام تمت إقالة المدرب الإنجليزي وقادنا المدرب صالح زكريا، ودخلنا في مراحل صعبة وظهر التحدي الكبير في صفوف فريقنا، ونجحنا في رد هزيمة نلناها من المنتخب السعودي في بطولة آسيا بفوز جميل على الأخضر (3-1) وصنعت هدفين من الثلاثة، وكنت دائما أجيد التألق بعد نزولي كبديل، لذلك كان أحد الألقاب التي تم إطلاقها علي هو البديل الناجح دائما».
ونوه مؤيد إلى نقطة أخرى مهمة قائلا: «تواضع اللاعبين في السابق كان سمة مميزة جدا على عكس ما نشاهده من لاعبي هذا الجيل الذين يفتقدون كثيرا من الأمور الكروية العالية، إضافة إلى انحسار الأخلاق لدى البعض منهم وكذلك عدم وجود الإخلاص والعطاء لدى لاعبي الجيل الحالي».
وعن «خليجي 21» بالبحرين، يقول مؤيد الحداد: «حظوظ كل المنتخبات متساوية في الفوز باللقب باستثناء المنتخب اليمني لفارق الخبرة بينه وبين بقية الفرق المشاركة، وعاطفيا فإنني مع وجود المنتخب الكويتي ضمن فرق المربع الذهبي مع العراق وعمان والإمارات».
وعن عدم ترشيحه للمنتخب السعودي ليكون من الأربعة الكبار، يقول النجم الكويتي الأسبق: «افتقدنا النجوم الكبار في الكرة السعودية، وتعودنا أن نشاهد نجومها يلمعون في مثل هذه البطولات، لكن في الوقت الراهن هناك تراجع كبير في مستوى الأخضر رغم وجود جهاز فني عالمي، يحتاج دائما إلى وقت طويل لتحقيق النتائج الإيجابية، ولكن هذا لا يمنع من أن كأس الخليج دائما تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت وهو ما تقوم به الكرة الكويتية التي عودتنا أنها تدخل بطولة الخليج لنجدها تتأهل وتخطف اللقب في النهاية».
وعن المشاكل التي تحاصر الكرة الكويتية، يقول مؤيد الحداد: «السياسة أفسدت الكرة الكويتية، ومن دون شك ما نعانيه حاليا من تراجع للكرة الكويتية رغم وجود عناصر كروية جيدة هو التدخل السياسي الذي أصاب كرتنا في مقتل شديد، وعلينا التعافي سريعا منه قبل أن تصبح الكرة الكويتية دربا من دروب الماضي».
قم بكتابة اول تعليق